التهاب البروستاتا وطرق العلاج

التهاب البروستاتا وطرق العلاج

التهاب البروستاتا أو احتقان البروستاتا هو حالة طبية شائعة تؤثر على غدة البروستاتا، وهي غدة صغيرة تقع أسفل المثانة وأمام المستقيم ويمر من خلالها مجرى البول، حيث تشكل جزءًا مهمًا من الجهاز التناسلي الذكري. التهاب البروستاتا هو تهيج في نسيج البروستاتا وتشنج في عضلات الحوض؛ مما يتسبب في مجموعة من الأعراض المزعجة مثل رغبة مُلحة في التبول، وقد يؤثر بشكل كبير على حياة المريض. 

ما هو التهاب البروستاتا؟

التهاب البروستاتا هو حالة التهابية تصيب البروستاتا. تصنف حالات التهاب البروستاتا إلى أنواع مختلفة حسب السبب والمدة والأعراض:
1. التهاب البروستاتا الحاد: يحدث بسبب عدوى بكتيرية حادة. غالبًا ما تظهر الأعراض بشكل مفاجئ وتشمل ألمًا شديدًا في منطقة الحوض، صعوبة في التبول، حمى، وألم أثناء الجماع.
2. التهاب البروستاتا المزمن: هو التهاب مستمر في البروستاتا، ويستمر لمدة طويلة (أكثر من 3 أشهر). الأعراض قد تكون أقل شدة مقارنةً بالتهاب البروستاتا الحاد، لكنها تؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة، مثل الألم في أسفل الظهر أو منطقة الحوض وصعوبة التبول.
قد يكون التهاب البروستاتا المزمن إما بكتيري أو غير البكتيري وهو نوع من التهاب البروستاتا الذي لا يرتبط بعدوى بكتيرية.

أعراض التهاب البروستاتا:

تعتمد الأعراض على سن المريض. في سن من 20 إلى 40 سنة يحدث أعراض التهاب أو التهيج في البروستاتا بدون أعراض تضخم البروستاتا. من أهم أعراض التهاب البروستاتا هو تهيج المثانة وتنعكس الحالة فيما يلي:
1. رغبة ملحة للتبول باستمرار: يشعر المريض برغبة قوية ومفاجئة في التبول في فترات متقاربة، حتى وإن كانت كمية البول قليلة. هذه الرغبة قد تكون مزعجة وتؤثر على راحته اليومية.
2. عدم القدرة على الاحتفاظ بالبول لفترة طويلة: يعاني المريض من صعوبة في تأجيل التبول أو الاحتفاظ بالبول لفترة طويلة؛ مما يجعله يحتاج إلى التبول بشكل متكرر طوال اليوم.
3. ضعف القدرة على التحكم في البول: في بعض الحالات، يعاني المريض من فقدان القدرة على التحكم الكامل في التبول؛ مما قد يؤدي إلى تسرب البول بشكل غير إرادي، خاصةًً عند السعال أو العطس.
4. الاستيقاظ الليلي المتكرر للتبول: يشعر المريض بالحاجة للتبول عدة مرات خلال الليل، حيث يضطر للاستيقاظ كل ساعة أو ساعتين؛ مما يؤثر على نوعية نومه ويزيد من الشعور بالإرهاق أثناء النهار.
5. الإحساس بعدم تفريغ كامل للمثانة: حتى بعد التبول، يظل المريض يشعر كما لو أن مثانته لم تفرغ بالكامل؛ مما يجعله يشعر بالثقل وعدم الراحة في منطقة الحوض.

أسباب التهاب البروستاتا:

إن السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى التهاب البروستاتا هو استمرار الإثارة الجنسية دون الوصول إلى القذف. عندما يشعر الرجل بالتحفيز الجنسي لفترات طويلة دون تفريغ، يحدث احتقان في البروستاتا نتيجة تراكم السائل المنوي في الغدة؛ مما يسبب تورمًا وتهيجًا في البروستاتا. الاحتقان المستمر يؤدي إلى زيادة في ضغط الدم داخل البروستاتا؛ مما يزيد من فرصة حدوث التهاب.

تشخيص التهاب البروستاتا:

يتطلب تشخيص التهاب البروستاتا فحصًا دقيقًا من قِبل طبيب المسالك البولية. وتشمل خطوات التشخيص ما يلي:
1. التاريخ الطبي والفحص السريري: يشتمل ذلك على الاستماع إلى الأعراض ومراجعة التاريخ الطبي للمريض.
2. تحليل البول: لاكتشاف وجود عدوى بكتيرية أو دم أو خلايا التهابية.
3. مزرعة البول والسائل المنوي: لتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى في حالة التهاب البروستاتا البكتيري؛ وبالتالي تحديد المضاد الحيوي الفعال للحالة.

طرق علاج التهاب البروستاتا:

علاج التهاب البروستاتا يختلف حسب نوع الحالة وسببها. فيما يلي بعض العلاجات الشائعة:

1. العلاج الدوائي:

o المضادات الحيوية: إذا كان التهاب البروستاتا ناتجًا عن عدوى بكتيرية، فإن المضادات الحيوية هي العلاج الأساسي. قد يتم وصف المضادات الحيوية لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع في حالة التهاب البروستاتا المزمن.
o مضادات الالتهاب: مثل الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) لتخفيف الألم والالتهاب.
o حاصرات الألفا: تساعد هذه الأدوية في استرخاء العضلات في البروستاتا والمثانة، مما يسهل التبول ويخفف الأعراض.
o الأدوية المضادة للاكتئاب أو مضادات القلق: في حالات التهاب البروستاتا غير البكتيري قد تكون الأدوية النفسية مفيدة لتقليل التوتر وتحسين الأعراض.

2. تغيير نمط الحياة:

تغيير أسلوب الحياة بهدف منع السبب وهو الإثارة المستمرة بدون تفريغ، كذلك الحماية من الإصابة بالبرد أو بالإمساك لتقليل الأعراض للحد الأدنى.

أ‌.د. انمار محمد حبيب، أستاذ جراحة المسالك البولية ومسالك الأطفال في كلية الطب جامعة القاهرة وزميل جامعة ماكجيل-كندا، يوضح أن التهاب البروستاتا، إذا تم تشخيصه بشكل مبكر، يمكن علاجه بنجاح. كما يشير إلى أهمية التوجه للطبيب فور ظهور أي أعراض مشابهة لتلك التي تم ذكرها، من أجل التشخيص المبكر والوقاية من المضاعفات المحتملة.